آثار البلاد وأخبار العباد – القزويني       [حرارة تطيل الصفَن]

قيس: جزيرة في بحر فارس … لكنها في الصيف أشبه شيء ببيت حمام حار. شديدة السخونة. وفي هذا الوقت، يطول جلد خصي الناس، حتى يصير ذراعاً، فيرى كل أحد يتخذ كيساً، فيه عفص مسحوق وقشر رمان، ويترك خصيتيه، فيه حتى لا تطول صفته.

 

من: عيون الأخبار – ابن قتيبة             [أنعظ شهرا]

قالوا: والجرجير زائد في الباه، والإنعاظ، مدرّللبول. وقال بعض الأطباء: إن ذرّ بزر الجرجير – مدقوقاً – في البيض، وحشي، كان ذلك زائداً في الباه والإنعاظ زيادة بيّنة.

قال أبو حاتم عن القحذمي قال: أكله أعرابيّ فأنعظ شهراً، فقال الفرزدق يفخر به:

ومنا التميميّ الذي قام أيره

@

ثلاثين يوماً ثم زادهم عشرا

 

آثار البلاد وأخبار العباد – القزويني       [تسميم جنسي]

الهند: ومن عجائبها: البيش. وهو نبت لا يوجد إلا بالهند. سم قاتل. أي حيوان يأكل منه يموت. ويتولد تحته حيوان يقال له فأرة البيش، يأكل منه ولا يضره.

ومما ذكر أن ملوك الهند إذا أرادوا الغدر بأحد، عمدوا إلى الجواري إذا ولدن، وفرشوا من هذا النبت تحت مهودهن زماناً، ثم تحت فراشهن زماناً، ثم تحت ثيابهن زماناً، ثم يطعمونهن منه في اللبن، حتى تصير الجارية إذا كبرت تتناول منه ولا يضرها، ثم بعثوا بها – مع الهدايا – إلى من أرادوا الغدر به من الملوك. فإنه إذا غشيها، مات.

 

التذكرة الحمدونية – ابن حمدون           [توقعات الطقس]

قال المنصور للربيع: كيف تعرف الريح؟ قال: أنظر إلى خاتمي، فإن كان سلساً فشمال، وإلا فهي جنوب. فقال للطلحي: فأنت كيف تعرف الريح؟ قال: أضرب بيدي إلى خصيتي، فإن كانتا قد تقلصتا فهي شمال، وإن كانتا قد تدلتا فهي جنوب. فقال المنصور: أنت أحمق.

 

الكشكول – العاملي              [خافضة – أكل]

حكى لأصمعي، قال: نزلت في بعض الأحياء، فنظرت إلى قطع من القديد منظومة في خيط، فأخذت في أكلها، فلما استوفيتها، أقبلت المرأة صاحبة الخباء، وقالت: أين ما كان في الخيط؟ فقلت: أكلته. فقالت: ليس هذا مما يؤكل، إني امرأة أخفض الجواري، وكلما خفضت جارية علقت خفضتها في هذا الخيط.

التذكرة الحمدونية – ابن حمدون

قال ابن عياش المنتوف؛ … خرجت يوماً للصيد إلى وادي القرى، فألجأني الحر إلى موضع فيه طاق كبير، وإذا بامرأة عجوز جالسة، فقلت لها: هل عندك شيء يؤكل؟ قالت: لا، وإذا في البيت زنبيل معلق، فقلت لها: خذي هذه الدراهم، فاشتري لي لحما وفاكهة. وخرجت. فحذفت الزنبيل بالسيف، فسقط كقطع العود، قد عشب. فأكلته كله، وإذا هو أحلى من السكر. فلما رجعت، قلت لها: يا كذابة! زعمت أنه ليس عندك ما يؤكل، وكان في الزنبيل ما فيه. قالت: أوأكلته؟ فقلت: نعم. قالت لي: هذه جارية ختانة كانت تجيء بالبظور، فتلقيها في هذا الزنبيل، فهنأك الله ما أكلته.

 

التذكرة الحمدونية – ابن حمدون           [خيانة – قضاء]

ولي بعض العرب السعاية على أحياء من العرب، والنظر في أمورهم … واختصم إليه شيخ وشاب، في امرأة معها صبي، كل يدعي أنها زوجته، وأن الصبي ابنه منها، وليس مع واحد منهما بينة. والمرأة تعترف للشاب. ففرق بينهم. وأجلس الصبي بين يديه. وأخرج تمراً فأطعمه منه. ثم أعطاه منه، وقال: اذهب به إلى أمك. فذهب إليها فأعطاها التمر، وعاد إليه. فأعطاه تمراً، وقال: اذهب بهذا إلى أبيك. فذهب فأعطاه الشيخ، وعاد. فأعطاه منه، وقال: اذهب به إلى أبيك. فأعطاه الشيخ أيضاً. فحكم بالمرأة والولد للشيخ. وتهدد الشاب حتى أقر بالقصة على حقيقتها.

 

الكشكول – العاملي              [ثمانية أيام من أجل الحمام]

أنشد الشيخ شمس الدين محمد الغالاتي لصاحبه شمس الدين المحلي المشهور بالسبع وقد غابت زوجته بإيهام أنها ذاهبة إلى الحمام، وبقيت ثمانية أيام وكان اسمها الست، أخرى اسمها رابعة:

بحق واحد بلا ثان منير الدمس @ طلق ثلاثة وخل رابعة بالخمس

ذي الست يا سبع غابت يوم ثامن أمس @ تسعى لغيرك فعاشر غيرها يا شمسي

 

عيون الأخبار – ابن قتيبة                  [إنذار]

قال لي قائــل وقــد لاح فـي فـو

@

ديّ مستشرقاً بـياض القـتـير

لم يعرف البياض بيض الغواني

@

قلت علمي وأنت عين الخبير

ليــس كــره النساء للـشّـيــب إلا

@

أنـه مـنـذرٌ بـنـوم الأيــــــور

 

من: الإمتاع والمؤانسة – أبوحيان التوحيدي         [خمر]

وعذراء ترغو حين يضربها الفحل @ كذا البكر تنزو حين يفتضها البعل

تدير عيوناً في جفونٍ كأنما @ حماليقها بيض وأحداقها نجل

كأن حباب الماء حول إنائها @ شذور ودر ليس بينهما فصل

 

نفحة الريحانة – المحبي        [وصل]

محمد بن تاج الدين الكوراني

فرقَّتْ وراقتْ وانْثَنَتْ وتعطَّفتْ @ وحَيَّتْ فأحْيتْ مَيِّت الشوقِ والصبرِ
وجادتْ بجيدٍ للتَّداني وأرْشفتْ @ رُضاباً رَحِيقياً ينُوب عن الخمْرِ
وبِتْنا وقلبُ البرقِ يخْفِق غَيْرَةً @ علينا وعينُ النجمِ تنظُر عن شَذْرِ

 

الحلة السيراء – ابن الأبار      [وصل]

أحمد بن قام الكاتب

أردد طرفي بين برق مدامة @ وبرقة ثغر منه تحمى بأدعج

فأرشف من تياك ريقة سلسل @ وأرشف من ذياك ريقة أفلج

ولا شدو إلا صوت حلي بلبة @ ولا نقل إلا ورد خد مضرج

ووجنة تفاح وألحاظ نرجس @ وأصداغ ريحان وخال بنفسج

 

البيان والتبيين 3/62                        [است / مدح]

            قال جرير بن عطية [ من قصيدة يمدح بها الحجاج الثقفي ] :

ألا رُبّ مصلوبٍ حملْتَ على العصا

@

وباب اسـته عن منبر المُلْك زائل

 

البيان والتبيين 3/108          [شرف / كثرة العدد]

فـلو شـاء ربي كان أيــر أبيكم

@

طويلا كأيــر الحارث بن سدوس

 

التذكرة الحمدونية – ابن حمدون                      [الحب والمعدة]                 الحب والطعام  [أيهما قبل الآخر؟]

قال رجل لأمرأة: أنا أحبك، قالت: وما الدليل على ذلك؟ قال: تعطيني قفيز دقيق حتى أعجنه بدموع عيني. قالت: على أن تجيء بخبزه إلينا. قال: يا سيدتي، أنت تريدين خبازا، لا تريدين عاشقا.

البصائر والذخائر – التوحيدي– ج 7

عشق مدنيٌّ امرأةً، وكان سميناً، فقالت له: تزعم انك تهواني وقد ذهبت طولاً وعرضاً، فقال: إنما سمنت من فرط الحبّ، لأني آكل ولا أشعر، وأشبع ولا أعلم.

ديوان الحماسة / باب الملح

وقال آخر:

لها عينان من أقط وتمر @ وسائر خلقها بعد الثريد

الأقط: ما يصنع من لبن الغنم. يريد أن عينها اجتمع فيها البياض والسواد. وأراد بالثريد: لين جسدها. والمعنى ظاهر.

وقال آخر:

كأن ثناياها وما ذقت طعمها @ لبا نعجة سوطته بدقيق

سطت الشيء إذا جمعته مع غيره في الإناء وضربتهما حتى يختلطا والمعنى ظاهر

وقال آخر:

رمتني بسهم الحب أما قذاذه @ فتمر وأما ريشه فسويق

القذاذ جمع القذة وهو الريش وريش السهم نصله يريد أنها كانت تطعمه التمر والسويق فلذلك أحبها

وقال آخر:

ألا رب خود عينها من خزيرة @ وأنيابها الغر الحسان سويق

الخود: المرأة الناعمة الجسم. والخزيرة: لحم يقطع صغارا، ويغلى بماء، ويذر عليه دقيق. قيل المقصود بذلك بنو مجاشع وقريش، وكانت العرب تعيرهما بأكلها. وفي هذا الكلام خلل وتدافع، يغتفر في جانب الهزل والتلميح.

زهر الأكم – اليوسي /                                  الحب والجوع

روي أنَّ حميد المهلبي، وكان من النعماء، جلس يوما إلى قينة كان يهواها، فجعلت تحدثه. فلما طال االمجلس وغلب عليه الجوع، قال لها: ما لي لا أسمع للغداء ذكراً؟ فقالت له: أما تستحي؟ أليس في وجهي ما يشغلك عن هذا؟ فقال لها: جعلت فداك! لو أنَّ جميلاً وبثينة، جلسا ساعة يتحدثان، ولم يأكلا فيها شيئاً، لبصق كل منهما في وجه صاحبه، وافترقا! 

عيون الأخبار – ابن قتيبة

وقال آخر:

أنخ فاختبر قرصاً إذا اعترك الهوى

@

بزيتٍ لكي يكفيك فقد الحـبـائب

إذا اجتمع الجوع المبّرح والهـوى

@

نسيت وصال الغانيات الكواعـب

فدع عنك تطلاب الغواني وحبّهـا

@

وراجع تمـرا مـع لـبـأ ورائب

زهر الأكم – اليوسي

وقال الحماسي

أنخ فاصطنع قرصا إذا اعتادك الهوى

@

بزيت لكي يكفيك فقد الحبائب

إذا اجتمع الجوع المبرح والهوى

@

نسيت وصال الغانيات والكواعب

فدع عنك أمر الحب لا تذكرنه

@

وبادر إلى تمر معد ورائب

ديوان الحماسة / باب الملح

وقال آخر:

أنخ فاصطبغ قرصا إذا اعتادك الهوى @ بزيت كما يكفيك فقد الحبائب

إذا اجتمع الجوع المبرح والهوى @ نسيت وصال الآنسات الكواعب

اصطبغ: من الصباغ، وهو الأدام. المعنى: أبرك ناقتك، وكل قرصا مغمسا بالزيت، يسليك فقد الأحباب، إذا كان الحب ملازما لك.

 

الأغاني 25/108                [زيارة في السجن]

حُكي عن خليفة ـ صاحب الشرطة ـ قال: لما حبس أبو نواس، كان أكثر من يزوره في حبسه: المُرْد، والشبان، والخمارون، وأصحاب الرّيَب. فعرفت منهم من لم أكن أعرف. فجعلت عليهم الضرائب. فلما أطلق فقدت ذلك، وتفرقوا.

 

معجم الأدباء لياقوت                        [غيرة]

حفصة بنت الحاج الركوني: شاعرة أديبة من أهل غرناطة، (+586). قالت:

أغار عليك من عيني وقلبي

@

ومنك ومن زمانك والمكان

ولو أني جعلـتك في عيوني

@

إلى يـوم القــيامة ما كـفاني

ماتت حفصة بمراكش سنة ستٍ وثمانين وخمسمائةٍ.